فصل: (سورة سبأ: الآيات 1- 2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة سبأ: الآيات 50- 54]:

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (51) وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)}.

.اللغة:

{التَّناوُشُ} قال الزمخشري: والتناوش والتناول اخوان إلا أن التناوش تناول سهل لشيء قريب يقال ناشه ينوشه وتناوشه القوم ويقال تناوشوا في الحرب: ناش بعضهم بعضا وفي المصباح:
ناشه نوشا من باب قال تناوله والتناوش التناول يهمز ولا يهمز وتناوشوا بالرماح تطاعنوا بها وقال ابن السكيت: يقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذ برأسه ولحيته ناشه ينوشه نوشا ومنه المناوشة في القتال إذا تدانى الفريقان.

.الإعراب:

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي} إن شرطية وضللت فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والفاء رابطة وإنما كافة ومكفوفة وأضل فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنا وعلى نفسي متعلقان بأضل وهي في قوة بنفسي فيصح مقابلتها مع ما بعدها.
{وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} عطف على ما سبق وما من قوله فيما يوحي إلي ربي يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون موصولة فعلى الأول يكون التقدير بسبب إيحاء ربي إليّ وعلى الثاني يكون التقدير: بسبب الذي يوحيه إلي ربي، وجملة يوحي لا محل لها على كل حال وإلي متعلقان بيوحي وربي فاعل يوحي وان واسمها وسميع خبرها الأول وقريب خبرها الثاني.
{وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ} كلام مستأنف مسوق لتقرير حال الكفار عند نزول الموت واضطرارهم إلى الإخلاد للحق والرجوع إليه. ولو شرطية وترى فعل مضارع وفعل مستتر تقديره أنت والخطاب لمحمد صلى اللّه عليه وسلم وإذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بتري وجملة فزعوا بالبناء للمجهول في محل جر بإضافة الظرف إليها وجواب لو محذوف كما حذف مفعول ترى والتقدير: ولو ترى حالهم وقت فزعهم لرأيت أمرا عظيما مذهلا والفاء عاطفة أو استئنافية ولا نافية للجنس وفوت اسمها المبني على الفتح والخبر محذوف أي لهم والمعنى لا يفوتوننا ولا ينجيهم منا هرب أو ملجأ وقد كثر حذف خبر لا النافية للجنس أو العاملة عمل ليس، حتى قيل أنه لا يذكر، وصيغ الماضي الواردة في إذ، وأخذوا أريد بها الاستقبال وأخذوا الواو عاطفة وأخذوا فعل ماضي مبني للمجهول والواو نائب فاعل ومعناه الاستقبال أيضا ومن مكان متعلقان بأخذوا وقريب صفة ومعنى من مكان قريب أي من ظهر الأرض إلى بطنها إذا ماتوا.
{وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} وقالوا عطف على ما تقدم وجملة آمنا مقول قولهم وبه متعلقان بآمنا وأنى اسم استفهام معناه من أين أو كيف في محل نصب خبر مقدم والتناوش مبتدأ مؤخر ولهم متعلقان بمحذوف حال ومن مكان متعلقان بالتناوش وبعيد صفة أي عن محله وهو الدنيا.
{وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} الواو حالية وقد حرف تحقيق وكفروا فعل وفاعل وبه متعلقان بكفروا ومن قبل متعلقان بمحذوف حال ويقذفون معطوف على قد كفروا على أنها حكاية حال ماضية أي وكانوا يتكلمون ويرجمون بالظن ومن مكان بعيد متعلقان به والبعد المكاني هنا معناه البعد المعنوي أي وهمهم الفاسد وظنهم الكاذب الذي هو بعيد عن الحقيقة والواقع كل البعد وسيأتي المزيد من هذا المعنى في باب البلاغة.
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} الواو عاطفة وحيل فعل ماض مبني للمجهول ومعناه الاستقبال أيضا لأن ما يفعله اللّه في المستقبل بمثابة ما قد حصل والظرف نائب فاعل ولم يرفع لأنه أضيف إلى غير متمكن وهو الضمير، وفعل حال لازم لا يبنى للمجهول إلا مع الظرف أو الجار والمجرور وقيل نائب الفاعل هو ضمير المصدر المفهوم من الفعل كأنه قيل وحيل هو أي الحول والظرف متعلق بحيل، وبين عطف على الظرف الأول وما موصولة أو مصدرية والتقدير وبين الذي يشتهونه أو وبين مشتهاهم، ويشتهون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة لا محل لها على كل حال والكاف نعت لمصدر محذوف أي فعل بهم فعلا كما فعل بأشياعهم أي أتباعهم، وشيعة الرجل أتباعه وأنصاره أو أشباههم لأن من أشبه الثاني تبعه، وبأشياعهم متعلقان بفعل ومن قبل حال.
{إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} إن واسمها وجملة كانوا خبرها وكان واسمها وفي شك خبرها ومريب صفة.

.البلاغة:

في قوله {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} استعارة تمثيلية وقد تقدم تعريف هذه الاستعارة ونقول في إجرائها هنا أنه شبه طلبهم ما لا يكون وهو أن ينفعهم إيمانهم في ذلك الوقت كما ينفع المؤمنين إيمانهم بالدنيا بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة كما يتناوله الآخر من مقياس ذراع تناولا سهلا لا تعب فيه فقد كانوا يتكلمون بالغيب ويأتون به من مكان بعيد وهو قولهم في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاعر ساحر كذاب، وهذا رجم بالظن، وقذف بالباطل لأنهم لم يشاهدوا منه شعرا ولا سحرا ولا كذبا، ولو أنهم رجعوا إلى قرارة نفوسهم يسألونها عن حقيقة ما يرجفون ويرجمون لكذبتهم وأدانتهم.

.الفوائد:

تقدم في موضع آخر من هذا الكتاب أنه ينوب عن الفاعل واحد من أربعة: وهي المفعول به نحو وغيض الماء، والثاني المجرور نحو ولما سقط في أيديهم، والثالث مصدر متصرف مختص بالصفة نحو فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وقد ينوب عن المصدر ضميره نحو قول طرفة بن العبد:
فيا لك من ذي حاجة حيل دونها ** وما كل ما يهوى امرؤ هو نائله

فيكون المعنى حيل هو أي الحول المعهود وليس النائب الظرف لأنه غير متصرف عند جمهور البصريين، وعن الأخفش أنه يجوز مع فتحه، قال أبو علي وتلميذه ابن جني فتحة اعراب، وقال غيرهما فتحة بناء، وعلى ذلك توجه الآية التي نحن بصددها، أما الرابع فهو ظرف مختص نحو صيم رمضان. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة سبأ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى: {في الآخرة} يجوز أن يكون ظرفا العامل فيه الحمد أو الظرف، وأن يكون حالا من الحمد، والعامل فيه الظرف.
قال تعالى: {يعلم} هو مستأنف، وقيل هو حال مؤكدة.
قال تعالى: {عالم الغيب} يقرأ بالرفع: أي هو عالم، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر {لا يعزب} وبالجر صفة لربى أو بدلا.
قال تعالى: {ولا أصغر} بالجر عطفا على ذرة وبالرفع عطفا على مثقال.
قال تعالى: {ليجزى} تتعلق بمعنى لا يعزب، فكأنه قال يحصى ذلك ليجزى.
قال تعالى: {من رجز أليم} يقرأ بالجر صفة لرجز، وبالرفع صفة لعذاب، والرجز مطلق العذاب.
قال تعالى: {وترى} هو معطوف على ليجزى، ويجوز أن يكون مستأنفا، و {الذى أنزل} مفعول أول، و {الحق} مفعول ثان وهو فصل، وقرئ الحق بالرفع على الابتداء والخبر وفاعل {يهدى} ضمير الذي أنزل، ويجوز أن يكون ضمير اسم الله، ويجوز أن يعطف على موضع الحق وتكون إن محذوفة، ويجوز أن يكون في موضع فاعل: أي ويروه حقا وهاديا.
قال تعالى: {إذا مزقتم} العامل في إذا مادل عليه خبر إن.
أي إذا مزقتم بعثتم ولا يعمل فيه ينبئكم لأن إخبارهم لا يقع وقت تمزيقهم، ولامزقتم لأن إذا مضافة إليها ولاجديد لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها، وأجازه قوم في الظروف {أفترى} الهمزة للاستفهام، وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها.
قال تعالى: {نخسف بهم} الإظهار هو الأصل، والإدغام جائز لأن الفاء والباء متقاربان.
قال تعالى: {يا جبال} أي وقلنا يا جبال، ويجوز أن يكون تفسيرا للفصل، وكذا {وألنا له} {والطير} بالنصب.
وفيه أربعة أوجه: أحدها هو معطوف على موضع جبال.
والثانى الواو بمعنى مع والذى أو صلته الواو {أوبى} لأنها لاتنصب إلا مع الفعل.
والثالث أن تعطف على فضلا، والتقدير: وتسبيح الطير قاله الكسائي.
والرابع بفعل محذوف: أي وسخرنا له الطير، ويقرأ بالرفع وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على لفظ {جبال}
والثانى على الضمير في أوبى، وأغنت مع عن توكيده.
قال تعالى: {أن اعمل} أن بمعنى أي: أي أمرناه أن اعمل، وقيل هي مصدرية.
قال تعالى: {ولسليمان الريح} يقرأ بالنصب: أي وسخرنا، وبالرفع على الابتداء، أو على أنه فاعل، و {غدوها شهر} جملة في موضع الحال من الريح، والتقدير: مدة غدوها، لأن الغدو مصدر وليس بزمان {من يعمل} من في موضع نصب: أي وسخرنا له من الجن فريقا يعمل أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل: أي وله من الجن فريق يعمل، و {آل داود} أي يا آل، أو أعنى آل داود، و {شكرا} مفعول له، وقيل هو صفة لمصدر محذوف: أي عملا شكرا ويجوز أن يكون التقدير: اشكروا شكرا.
قال تعالى: {منسأته} الأصل الهمز لأنه من نسأت الناقة وغيرها إذا سقتها، والمنسأة العصا التي يساق بها إلا أن همزتها أبدلت ألفا تخفيفا، وقرئ في الشاذ {من سأته} بكسر التاء على أن من حرف جر، وقد قيل غلط قاريها، وقال ابن جني سميت العصا سأة لأنها تسوء، فهى فلة والعين محذوفة وفيه بعد قال تعالى: {تبينت} على تسمية الفاعل، والتقدير: تبين أمر الجن، و {أن لو كانوا} في موضع رفع بدلا من أمر المقدر، لأن المعنى تبينت الإنس جهل الجن، ويجوز أن يكون في موضع نصب: أي تبينت الجن جهلها، ويقرأ {بينت } على ترك تسمية الفاعل، وهو على الوجه الأول بين.
قال تعالى: {لسبإ} قد ذكر في النمل، ومساكن جمع مسكن بالفتح والكسر: وهما المنزل موضع السكون، ويجوز أن يكون مصدرا، فيكون الواحد مفتوحا مثل المقعد والمطلع والمكان بالكسر، و {آية} اسم كان، و {جنتان} بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف.
قال تعالى: {بلدة} أي هذه بلدة {ورب} أي وربكم رب،، أو ولكم رب، ويقرأ شاذا {بلدة وربا} بالنصب على أنه مفعول الشكر.
قال تعالى: {أكل خمط} يقرأ بالتنوين، والتقدير: أكل أكل خمط، فحذف المضاف لأن الخمط شجر والإكل ثمرة، وقيل التقدير: أكل ذى خمط، وقيل هو بدل منه، وجعل خمط أكلا لمجاورته إياه وكونه سببا له، ويقرأ بالأضافة وهو ظاهر و {قليل} نعت لأكل، ويجوز أن يكون نعتا لخمط وأثل وسدر.
قال تعالى: {ربنا} يقرأ بالنصب على النداء، و {باعد} وبعد على السؤال، ويقرأ بعد على لفظ الماضي، ويقرأ {ربنا } و{باعد } و{بعد } على الخبر، و {ممزق} مصدر أو مكان.
قال تعالى: {صدق عليهم} بالتخفيف، و {إبليس} فاعله، و {ظنه} بالنصب على أنه مفعول كأنه ظن فيهم أمرا وواعده نفسه فصدقه، وقيل التقدير: صدق في ظنه، فما حذف الحرف وصل الفعل، ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى، ويقرأ {إبليس } بالنصب على أنه مفعول، و{ظنه } فاعل كقول الشاعر:
فإن يك ظنى صادقا وهو صادقي

ويقرأ برفعهما بجعل الثاني بدل الاشتمال.
قال تعالى: {من يؤمن} يجوز أن يكون بمعنى الذي فينتصب بتعلم، وأن يكون استفهاما موضع رفع بالابتداء، و {منها} إما على التبيين: أي لشك منها أي بسببها، ويجوز أن يكون حالا من شك، وقيل: من بمعنى في.
قال تعالى: {إلا لمن أذن} يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة لأنك تقول: شفعت له وأن تتعلق بتنفع فزع بالتشديد على ما لم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل {عن قلوبهم} والمعنى أزيل عن قلوبهم، وقيل المسند إليه الفعل مضمر دل عليه الكلام أي نحى الخوف، ويقرأ بالفتح على التسمية: أي فزع الله، أي كشف عنها، ويقرأ {فرغ} أي أخلى، وقرئ شاذا {افرنقع} أي تفرق ولا تجوز القراءة بها.
قال تعالى: {أو إياكم} معطوف على اسم إن، وأما الخبر فيجب أن يكون مكررا كقولك: إن زيدا وعمرا قائم.
التقدير: إن زيدا قائم وإن عمرا قائم، واختلفوا في الخبر المذكور فقال بعضهم: هو لأول، وقال بعضهم: هو للثاني، فعلى هذا يكون {لعلى هدى} خبر الأول، و {أو في ضلال} معطوف عليه، وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه، وعكسه آخرون، والكلام على المعنى غير الإعراب، لأن المعنى إنا على هدى من غير شك، وأنتم على ضلال من غير شك، ولكن خلطه في اللفظ على عادتهم في نظائره كقولهم: أخزى الله الكاذب منى ومنك.
قال تعالى: {إلا كافة} هو حال من المفعول في أرسلناك، والهاء زائدة للمبالغة، و {للناس} متعلق به: أي وما أرسلناك إلا كافة للناس عن الكفر والمعاصي وقيل هو حال من الناس إلا أنه ضعيف عند الأكثرين لأن صاحب الحال مجرور ويضعف هنا من وجه آخر، وذاك أن اللام على هذا تكون بمعنى إلى، إذ المعنى أرسلناك إلى الناس، ويجوز أن يكون التقدير: من أجل الناس.
قال تعالى: {ميعاد يوم} هو مصدر مضاف إلى الظرف، والهاء في {عنه} يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم، وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتا له.
قال تعالى: {بل مكر الليل} مثل ميعاد يوم، ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء، والتقدير: بل صدنا كرور الليل والنهار علينا، ويقرأ كذلك إلا أنه بالنصب على تقدير مدة كرورهما.
قال تعالى: {زلفى} مصدر على المعنى: أي يقربكم قربى {إلا من آمن} يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا، وأن يكون متصلا مستثنى من المفعول في يقربكم، وأن يكون مرفوعا بالابتداء ومابعده الخبر.
قال تعالى: {وماأنفقتم من شيء فهو يخلفه} في ما وجهان: أحدهما شرطية في موضع نصب، والفاء جواب الشرط، ومن شيء تبيين.
والثانى هو بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء وما بعد الفاء الخبر.
قال تعالى: {أهؤلاء} مبتدأ، و {إياكم} في موضع نصب ب {يعبدون} ويعبدون خبر كان، وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها لأن معمول الخبر بمنزلته.
قال تعالى: {أن تقوموا} هو في موضع جر بدلا من واحدة، أو رفع على تقدير: هي أن تقوموا، أو نصب على تقدير أعنى، و {تتفكروا} معطوف على تقوموا، و {مابصاحبكم} نفى، {بين يدى} ظرف لنذير، ويجوز أن يكون نعتا لنذير، ويجوز أن يكون لكم صفة لنذير، فيكون بين ظرفا للاستقرار، أو حالا من الضمير في الجار، أو صفة أخرى.
قال تعالى: {علام الغيوب} بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أو خبر ثان أو بدل من الضمير في يقذف، أو صفة على الموضع، وبالنصب صفة لاسم أن أو على إضمار أعني.
قال تعالى: {فلا فوت} أي فلا فوت لهم، و {التناوش} بغير همز من ناش ينوش أذا تناول، والمعنى: من أين لهم تناول السلامة، ويقرأ بالهمز من أجل ضم الواو، وقيل هي أصل من ناشه يناشه إذا خلصه والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة سبأ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة سبأ: الآيات 1- 2]:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)}.
{الْحَمْدُ} مبتدأ {لِلَّهِ} متعلقان بالخبر المحذوف والجملة ابتدائية {الَّذِي} اسم موصول صفة للّه {لَهُ} متعلقان بخبر مقدم ما موصولية مبتدأ مؤخر والجملة صلة {فِي السَّماواتِ} متعلقان بمحذوف صلة {وَما فِي الْأَرْضِ} معطوف على ما قبله {وَلَهُ} متعلقان بخبر مقدم {الْحَمْدُ} مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة {فِي الْآخِرَةِ} متعلقان بمحذوف حال {وَهُوَ} الواو حالية وهو مبتدأ {الْحَكِيمُ} خبر أول {الْخَبِيرُ} خبر ثان والجملة حالية {يَعْلَمُ} مضارع فاعله مستتر ما اسم موصول مفعول به والجملة استئنافية {يَلِجُ} الجملة صلة {فِي الْأَرْضِ} متعلقان بيلج {وَما} الواو عاطفة وما موصولية معطوفة على ما سبق {يَخْرُجُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صلة {مِنْها} متعلقان بيخرج {وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء} معطوف على ما سبق {وَهُوَ} الواو حالية ومبتدأ والجملة في محل نصب على الحال {الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} خبران للمبتدأ.